السلام عليكم…
أود أن أشارككم هنا بعض التفاصيل حول مبادرة أفتخر بها كثيراً، وهي مبادرة #30_يوم_إحسان.
كان لي شرف زيارة الزملاء في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في القاهرة لأول مرة في بداية شهر يناير من العام الحالي، حيث تبلورت فكرة إطلاق مبادرة توعوية مشتركة تسلط الضوء على الاحتياجات الأساسية للعائلات اللاجئة والمحتاجة بشكل عام لا سيما خلال فصل الشتاء. وتأتي أهمية هذه المبادرة الأولى من نوعها بين مجمع البحوث ومفوضية اللاجئين في جوهر الرسالة التي تسعى إلى إيصالها، فهي تجمع بين الحِسَّين الإنساني والديني في إطار يتماشى مع توجهات كافة الأشخاص المتفاعلين مع هذه المبادرة لا سيما عبر قنوات التواصل الاجتماعي التي تشكل منبراً رئيسياً لهذه المبادرة.
لا بد أنكم على علم بوجود حوالي 80 مليون لاجئ ونازح داخلياً حول العالم، وما لا يقل عن 60% منهم يأتون من بلدان ذات أغلبية مسلمة. كما تحتوي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من 15 مليون لاجئ ونازح داخلياً من الأكثر عوزاً وحاجة، والكثير منهم يعيشون في مناطق تنخفض درجة الحرارة فيها بشكل كبير خلال فصل الشتاء، وبالتالي تزداد احتياجاتهم خلال هذا الفصل. فعلى سبيل المثال، هذا هو حال منال وأطفالها، أحد العائلات اللاجئة التي زرتها في لبنان. ومن هذا الواقع انبثقت مبادرة #30_يوم_إحسان لتلقي مزيداً من الضوء على أحوال العائلات المحتاجة في المنطقة وسبل مساعدتهم في تأمين العيش الكريم.
عملنا مع الزملاء في المجمع على مدار الساعة على التحضير لإطلاق مبادرة #30_يوم_إحسان كي تتزامن مع فصل الشتاء، حيث ركز الأسبوع الأول على أهمية المأوى، ودعت المبادرة عبر رسائلها اليومية إلى مساعدة العائلات اللاجئة والمحتاجة التي من حولنا لا سيما التي تكافح من أجل تأمين مأوى يليق بها ويقيها برد الشتاء القارس. وانتقلت المبادرة في أسبوعها الثاني للتركيز على أهمية الطعام لتوفير الغذاء الكافي لأفراد هذه العائلات لا سيما الإطفال منهم، وناشدت المتبعين من خلال رسائلها لتذكر تلك العائلات فيما أنعم الله تعالى علينا من مأكل ومشرب. ومع دخول المبادرة أسبوعها الثالث، تناولت موضوع كسوة الشتاء التي لا يمكن لأي لاجئ أو محتاج في منطقتنا أن ينعم بالدف من دونها، ومن ضمن ما دعت إليه رسائل هذا الأسبوع هو المساهمة بالثياب التي لا نحتاجها ولا تزال في حالة جيدة للعائلات المتعففة التي تعيش في حينا. وفي الأسبوع الرابع من المبادرة، ارتأينا التطرق إلى أحد الحلول المستدامة التي يمكن أن تساعد كافة المحتاجين من لاجئين وغيرهم في الحصول على فرص لكسب الرزق وتأمين العيش الكريم لهم ولأطفالهم على المدى الطويل. قد تكون وسائل المساعدة في هذا المجال هي الأصعب لكنها الأكثر حفظاً لكرامة المحتاجين إذ تقيهم عبء السؤال وتستثمر في مهاراتهم وتمنحهم مورداً حتى لو كان قليلاً.
أدعوكم أن تسجلوا على موقع المبادرة إن لم تقوموا بذلك بعد، حيث ستتلقون رسائل المبادرة بشكل يومي (بالإضافة إلى الرسائل السابقة التي فاتتكم). كما يمكنكم متابعى سير المبادرة على قنوات التواصل الاجتماعي عبر الهاشتاغ #30_يوم_إحسان أو عبر قنوات المفوضية ومجمع البحوث الإسلامية. كما قمنا بنشر بعض مقاطع الفيديو القصيرة التي تشير إلى ركيزة كل أسبوع (المأوى والمأكل وكسوة الشتاء ومصادر الرزق).
ومع الإقبال المتواصل والمستمر على المشاركة والتفاعل مع المبادرة اخترنا مع الزملاء في مجمع البحوث تمديد فترة المبادرة لأسبوع أضافي نشارط فيها بشكل يومي بعض القصص المؤثرة لعائلات لاجئة ومحتاجة في المنطقة تكافح بصمود وبدون كلل لأجل البقاء.
أتمنى أن تكون هذه المبادرة الفريدة قد نالت استحسانكم، وسوف نوافيكم بالمبادرات الجديدة فور جهوزيتها بإذن الله.
وشكرأ،
أخوكم شادي
مسؤول العمل الخيري الإسلامي في المفوضية
تابعنا