مرحباً…
أتمنى أن تصلك رسالتي هذه وأنت في كامل الصحة وموفور العافية، وأن تكون قد نهلت من غنائم شهر رمضان المبارك الذي شارف على الانتهاء. أود في البداية أن أعبّر لك عن عميق شكري وصادق امتناني على الدعم الذي تقدمه للاجئين والنازحين داخلياً خلال الشهر الفضيل، وعلى مدار العام. أُكنُّ للأشخاص أمثالك فائق الاحترام والتقدير لتذكرهم من اضطروا للفرار من ديارهم، مجبرين لا مختارين.
حيث أسكن في دولة الإمارات العربية المتحدة، شهدتُ رعداً وأمطاراً مفاجئة خلال الساعات التي سبقت بزوغ فجر يوم 27 رمضان، وقد كان الأمر كذلك في مدينة مكة المكرمة، ولا يسعني إلا أن أتمنى بأن تكون تلك الليلة هي ليلة القدر، والله أعلم بذلك. في هذه الايام المباركة، ولا سيما في آخر جمعةٍ من شهر الخير، أتوجه إليك برجاءٍ بسيطٍ لكن أثره عظيم، وكلي أمل بأنك سوف تستجيب لطلبي المتواضع.
هناك أخوة وأخوات لنا في الإنسانية، في الكثير من أصقاع الأرض، تقطعت بهم السبل، وضاق فيهم الحال، وطالت غربتهم عن ديارهم وأحبابهم، وهم يتطلعون إلى المفوضية وداعميها من المحسنين أمثالك، للحصول على المساعدات التي هم بأمس الحاجة إليها. صحيحٌ أن أعداد اللاجئين والنازحين داخلياً كبيرة، أكبر من أن يتمكن شخصٌ واحدٌ أو جهةٌ واحدةٌ من تلبية احتياجات أكثرهم ضعفاً، لكن بإمكاننا اليوم، معاً، أن نفرّج كرب عائلة محتاجة، وأن نؤمّن لأفرادها بعضاً من سبل العيش الكريم. سيكون أثر عطائك في حياتهم عظيماً: توفر لهم وجبةً تسكت جوعهم، وسقفاً يحمي رؤوسهم، وماءاً يروي ظمأهم، وعلماً ينفع أطفالهم.
“تبسمك في وجه أخيك صدقة”، فتخيل إن لم تقتصر صدقتك على ابتسامة، بل تعدتها إلى مساعدةٍ تعيل أسرة أو أكثر في قادم الأيام. شكراً لك، وعيد سعيد من القلب
تابعنا